المؤتمر العالمي الثاني لحلول القيادة والسيطرة: نحو استراتيجية وطنية شاملة

بحضور أكثر من 1000 مشارك

-   د.عبد الله الغامدي: تبادل الخبرات لبناء قدرة وطنية مستدامة

-   د. بدران العمر: تأسيس مركز للقيادة والسيطرة في مبادرة هي الأولى إقليمياً.

-   الوزير عبد الله السواحه: لجنة التحول الرقمي معنية بتكريس مفاهيم القيادة والسيطرة.  

-   الفريق أول ركن عبدالرحمن البنيان الاستثمار في القيادة والسيطرة واجب وطني.  

تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، افتتح مساء يوم الثلاثاء 27 محرم 1439 هجري (17 اكتوبر 2017م) المؤتمر العالمي الثاني لحلول القيادة والسيطرة، الذي ينعقد تحت شعار "التحالف ضد الإرهاب ... الاستراتيجيات والقدرات"، والذي تنظمه جامعة الملك سعود بالتعاون مع وزارة الدفاع ومركز القيادة والسيطرة للدراسات المتقدمة ومركز التميز لأمن المعلومات، وذلك بحضور أكثر من 1000 مشارك من مختلف القطاعات العسكرية والامنية والمدنية والخبراء المحليين والعالمين، يتقدمهم معالي رئيس هيئة الاركان العامة للقوات المسلّحة الفريق أول ركن عبدالرحمن بن صالح البنيان، معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات عبدالله بن عامر السواحه، ومعالي مدير جامعة الملك سعود  د. بدران بن عبدالرحمن العمر. 

تحديات أمنية كمية ونوعية

استُهل المؤتمر بكلمة لرئيس اللجنة المنظمة د.عبد الله بن شرف الغامدي، الذي أشار إلى أن التحديات العسكرية والأمنية والمعلوماتية المتعلقة بالإرهاب في ازدياد كمي وعمق نوعي، كما أنها تمثل تهديداً للبنية التحتية ومصادر الطاقة وخطوط إنتاجها وصولاً إلى المعاملات المالية وسواها مشيراً إلى ان هذا الواقع يحتم وجود قدرات ذاتية مستدامة لأنظمة القيادية والسيطرة للتحالفات على أن تكون مبنية وفقاً لشراكة بين القطاعات التنفيذية والمراكز البحثية. وأضاف بان التوجه نحو بناء التحالفات العسكرية والأمنية في مواجهة الإرهاب يمثل بدوره تحدياً لأنظمة قيادة وسيطرة نوعية تعتمد على تحليل البيانات وتكاملها وسرعة الوصول للمعلومات الاستخباراتية موضحاً بأنه وفي ظل هذه التحديات يأتي انعقاد المؤتمر العالمي الثاني لحلول القيادة والسيطرة بهدف توفير الفرصة أمام المختصين والخبراء على المستوى المحلي والعالمي لتبادل الخبرات والرؤى حول بناء قدرة وطنية مستدامة من خلال نقل التقنية من مراكز الأبحاث وتوطين التقنيات العالمية المتقدمة في مجال القيادة والسيطرة.           

شراكات في القيادة والسيطرة

ثم كانت كلمة لمعالي مدير جامعة الملك سعود د. بدران بن عبد الرحمن العمر لفت فيها إلى أن التطور الكبير الحاصل في مجال البرمجة نتجه عنه حالات تعدي على خصوصية أمن المعلومات والبنية التحتية، ما جعل تطوير القدرات والسيطرة أمراً حتمياً، وأضاف د. العمر إلى أن جامعة الملك سعود وعت لأهمية دور المراكز البحثية والأكاديمية في المساهمة في رفع مستوى وتطوير القدرات والسيطرة، وهو ما دفعها للمبادرة إلى تأسيس مركز متخصص لداراسة القيادة والسيطرة في مبادرة هي الأول على المستوى الإقليمي والثانية من نوعها عالمياً، بهدف مساعدة كافة القطاعات المعنية على تطوير أنظمتها مشيراً إلى ان هذا المركز أسس لشراكات مع جهات امنية ودفاعية لاستشراف الجيل الجديد ومواكبة التطورات الحاصلة في مجال القيادة والسيطرة.        

التكامل بين الشق التنموي والأمني

بعده تحدث معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبد الله بن عامر السواحه، إذ لفت إلى التحول الرقمي الكبير الحاصل على مستوى العالم كان له أثر وارتباط على كافة القطاعات بما فيها الدفاع والامن مقدماً عدة امثلة على هذا الارتباط كما هو الحال مع الذكاء الصناعي الذي يدعم عالم الاعمال سيكون له أثر مهم في دعم رجال الامن في الميدان، في حين أن الواقع المعزز المستخدم في تحسين أداء المهن الرئيسية سيكون بدوره بمثابة المنصة لرجال الامن في تعزيز قدرات القيادة والسيطرة، كذلك وفي السياق نفسه فإن لأمن المعلومات دور مهم حيوي في تعزيز الامن السيبراني. وخلص الوزير السواحه إلى التشديد على ضرورة التكامل بين الشق التنموي وبينه وبين الشق الأمني مسلطاً في الوقت نفسه على الخطوات المتخذة على المستوى الرسمي للاعتماد هذا التوجه وهو ما تجلى في تأسيس لجنة التحول الرقمي والتي ضمت في عضويتها ممثلين عن القطاعات السياسية والأمنية وكذلك المؤسسات المعنية بالتنمية الاقتصادية، على ان تكون مهامها العمل على البحث والتطوير مع المؤسسات الاكاديمية والبحثية لوضع الحلول لمواكبة التطورات ذات الصلة في عالم القيادة والسيطرة.

أهمية الاستثمار في القيادة والسيطرة

ثم كانت كلمة لمعالي رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلّحة الفريق أول ركن عبدالرحمن بن صالح البنيان، الذي نوه إلى ان تبني مفهوم القيادة والسيطرة، يتطلب توفر الموارد البشرية، البنية التحتية المتطورة، والقدرة والكفاءة في إنجاز المهمات مشيراُ إلى أهمية المؤتمر المؤتمر العالمي الثاني لحلول القيادة والسيطرة في مواكبة التطورات المتسارعة الحاصلة في هذا المجال، والذي عملت وزارة الدفاع على تكريسه من خلاله تعاونها المثمر مع جامعة الملك سعود بهدف الاستفادة من التقنيات المعاصرة، وأضاف أن الاستثمار في القيادة والسيطرة لم يعد خياراً بقدر ما هو مطلب وطني، ما يتطلب تغييرات جذرية على عدة مستويات كما هو الحال مع  تغيير العقيدة القتالية والعمل على تطوير البنية التحتية وتبادل الخبرات بين كافة المؤسسات المعنية بما فيها البحثية والأكاديمية، بما يساهم في مواكبة أحدث المعايير المعتمدة كما هو الحال من الانتقال مع معايير الامن السيبراني (C4I) إلى المعايير C5 والعمل على دمج العمليات القتالية ضمن منظومة حديثة.   

هذا ويستكمل المؤتمر العالمي الثاني لحلول القيادة والسيطرة، أعماله يوم الأربعاء، من خلال جلستين:  

الأولى: تعقد تحت عنوان "أنظمة القيادة والسيطرة لدعم التحالفات لمكافحة الإرهاب"، وتتناول:

-  خبرات الناتو في بناء أنظمة القيادة والسيطرة للتحالفات الموسعة، يتحدث فيها رئيس مركز "يورودفنرز ألمانيا العقيد المتقاعد رايف ثايل.

-  تكامل أنظمة البيانات الضخمة وأنظمة القيادة والسيطرة لدعم التحالف ضد الإرهاب، ويتحدث فيها المستشار التقني وخبير البيانات المهندس عائض الشهراني.

الثانية: تعقد تحت عنوان أنظمة القيادة والسيطرة وانترنت الأشياء في البنية التحتية الحيوية، وتتناول الصمود ضد هجمات السايبر، ويتحدث فيهارئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي، منتدى التحديات العالمية في الولايات المتحدة الامريكية د. والتر كريستمان، كما تتناول دعم أنظمة القيادة والسيطرة بتقنيات انترنت الأشياء، الرئيس التنفيذي لأمن المعلومات، شركة نورثروب جرومان، الولايات المتحدة الامريكية، د.مايكل باباي.