لوكهيد مارتن - السعودية: الإستثمار في الدفاع والابتكار

منذ خمسة عقود على تواجدها في المملكة العربية السعودية، عملت شركة لوكهيد مارتن (Lockheed Martin) على تحقيق مجموعة من الأهداف الوطنية تركزت على دعم وتطوير الأنظمة الدفاعية الاستراتيجية وتعزيز قدرات المملكة التقنية في هذا المجال. اليوم، تعيد الشركة تموضعها في قلب التحولات التي تعيشها المملكة، من خلال اضافتها "أجنحة" جديدة للاستثمار تساهم في خدمة أهداف المملكة الدفاعية الاقتصادية والبشرية في آن.

الاقتصاد والأعمال كان لها لقاء خاص مع الرئيس التنفيذي للشركة في المملكة آلان شنودة، واطلعت منه على أبرز القطاعات التي انضمّت الى محفظتها الاستثمارية في المملكة بعد عقود من تركيزها في المنظومة الدفاعية.

 

وفيما يلي تفاصيل الحوار:

 

  • ·        تشهد المملكة العربية السعودية تحولاً تاريخياً واسع النطاق، كيف تتوقعون أثر التغييرات الجارية على أعمالكم في المملكة خلال السنوات القادمة؟

لدى شركة لوكهيد مارتن تاريخ عريق في المملكة بدأ مع تسليم طائرات C-130 عام 1965، ومن ثم دعم عدد من المشاريع الدفاعية والأمنية، وإنشاء القدرات التكنولوجية الخاصة في هذا المجال. واليوم،

نحن متحمسون لمتابعة الأهداف التي وضعتها المملكة العربية السعودية نحو التنويع الاقتصادي، وتركيز القيادة فيها على تحسين القدرة التنافسية للبلاد. وبالنظر إلى اهتمام رؤية المملكة 2030بتطوير القدرات الدفاعية السعودية، فإننا على ثقة من النتائج الإيجابية التي سيسفر عنها هذا التحول بالنسبة لنا كشركة، وكذلك بالنسبة لقطاع الصناعات الدفاعية بشكل عام.

  • يشكّل التنويع الاقتصادي واحداً من أبرز المحاور في رؤية المملكة 2030. هل ترون دوراً لشركة لوكهيد مارتن في مساعدة المملكة على الوصول إلى مستوى أعلى من التنوع في اقتصادها؟

تسعى رؤية 2030 لبناء اقتصاد سعودي مزدهر ومتنوع، ويضمن تحقيق الفائدة القصوى للمواطنين؛ ولضمان هذا الهدف، سيكون من الضروري تعزيز الاستثمارات الأجنبية في البلاد ضمن مختلف القطاعات، بما فيها الصناعات الدفاعية.  

ويعتمد تأسيس صناعات دفاعية قوية على الانفاق والاستثمار في مجالات عديدة تتجاوز التخصصات العسكرية، مثل توفير بيئة وقدرات للتصنيع، تأمين حاضنات التقنية التي يستخدم جزء منها للصناعات الدفاعية، وتوسعة نطاق شبكة سلاسل التوريد التي تدعم تلك الصناعات. وعليه، فإننا سنعمل من خلال خبراتنا العالمية ووجودنا الراسخ في المملكة أن نتمكن من دعم مسيرة التحول الاقتصادي الفريدة التي تعيشها المملكة.

  • ·        ما هي مساهمتكم في توطين الصناعات الدفاعية؟

لقد باشرنا عملية التوطين مؤخراً من خلال تعاوننا مع الشركة السعودية للصناعات المتخصصة (وهج)، التابعة للشركة السعودية للبتروكيماويات (صدف)، بهدف تطوير قدرات المملكة على تصنيع مجموعات أجنحة الذيل الحاملة المستخدمة في القنابل الذكية الموجهة بالليزرPavewayIIPlus. ومع وصولنا إلى القدرة التشغيلية الكاملة، نتوقع تحقيق نسبة سعودة تصل إلى 70 في المئة، وهي نتيجة مرضية في هذا النوع من الصناعات على مستوى المملكة. كما ستسهم شراكتنا مع "وهج" في نقل المهارات والمواهب، وإيجاد فرص عمل تخدم لوكهيد مارتن والمملكة في نفس الوقت.

ومن جهةٍ أخرى، نطمح إلى توسعة حضورنا في المملكة عبر إيجاد شركاء وموردين محليين معتمدين وفق أعلى المعايير، وبما يحقق نسب السعودة التي حددتها رؤية 2030. وأود أن أشير في هذا السياق الى أن لوكهيد مارتن شكلّت جزءً من الاتفاقيات التاريخية التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي في شهر مايو الماضي، والتي تبرز بوضوح مساهمة محفظتنا الواسعة من المنتجات والتقنيات الأمنية والعالمية المتقدمة في تحسين الأمن الوطني للمملكة من جهة، إضافة الى خلق الوظائف وتحقيق التنويع الاقتصادي من جهة أخرى. وهناك عدد من الشركاء المحليين الذين نتعاون معهم بهدف تعزيز الخبرات الوطنية في التصنيع المحلي، وتالياً تأمين الاستدامة لعدد من المنتجات التي نقدمها، ومن أبرز هؤلاء شركة الإلكترونيات المتقدمة.

أضافة لما سبق، سنعمل خلال السنوات القليلة القادمة على تأسيس سلسلة توريد محلية، ونقل المعرفة والخبرات إلى المواهب السعودية كي يتمكنوا من اعتماد مساراتهم المهنية ضمن قطاع الدفاع الوطني.

 

  • هل من مبادرات مع الجامعات السعودية في دعم وتطوير الشباب السعودي في المجالات التي تعملون ضمنها؟

تحظى مسألة المواهب بأولوية أساسية لدى لوكهيد مارتن، وفي الحقيقة اننا نعتبرها ضرورة حتمية لأعمالنا، والابتكار هو شريان الحياة فيها. ومن هذا المنطلق، نعمل على تعزيز مخزون المواهب في العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، بهدف تحفيز الطلاب على التركيز عليها، ومتابعة المسارات المهنية التي ستتيح لهم تحقيق الاكتشافات الكبيرة التي سترتقي بعالمنا إلى مستوى أفضل.

وفي المملكة العربية السعودية، تدعم لوكهيد مارتن عدداً من المبادرات التدريبية الهادفة الى تشجيع التعليم وإيجاد الفرص الاقتصادية والابتكارات التقنية لدى الجيل القادم من المواهب السعودية. وتركز هذه المبادرات على الاستدامة في قطاعي الطيران والدفاع؛ وكمثال على ذلك، تدير لوكهيد مارتن برنامج التدريب على أساسيات الفضاء SFTP، والذي قام بتخريج 10 من المحترفين الشباب منذ إطلاقه في عام 2015، كما قمنا بإدارة برنامج التجميع والدمج والاختبار (AI&T) للتدريب في مكان العمل. وفي العام الماضي، انضمّت مارلين هيوسن، الرئيس التنفيذي في لوكهيد مارتن، إلى مجلس أمناء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية. ومن خلال منصبها هذا، ستعمل مع الجامعة على تحديد أوجه الدعم التقني بين لوكهيد مارتن والمشاريع الهامة التي يقوم بها الطلاب في المملكة.

وأيضاُ في عام 2016، تعاونت لوكهيد مارتن مع كل من مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، ومؤسسة "مسك" وكلية بابسون، على إطلاق كلية جديدة لريادة الأعمال، وهي كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال. ونحن نطمح إلى رؤية الابتكارات المستقبلية التي سيقدمها الطلاب للمملكة، وزيادة تعاوننا معهم في هذا المجال.

  • ·        ما هي أهم قضايا الأمن السيبراني التي تحظى بتركيز لوكهيد مارتن السعودية؟

يشهد أمن الشبكات السيبرانية تهديداً أكثر خطورة مما سبق، وبخاصة على مستوى دول كالمملكة العربية السعودية؛ حيث نرى تهديدات متطورة لأهدافٍ استراتيجية. وتوضح التقارير انتشاراً عالمياً للنشاط الإجرامي عبر الشبكات السيبرانية، في ظل اعتمادنا بشكل اكبر على قدرات هذه الشبكات في مختلف نواحي حياتنا، وغياب الحدود بين الدول في هذا المجال. كما نشهد قيام جهات فاعلة في دول عدة باختبار القدرات التخريبية للشبكات على دول أخرى. وفضلاً عن ذلك، يواصل مجرمو الشبكات توسعة جهودهم للحصول على معلومات قيّمة من المواطنين والمؤسسات والمنظمات في مختلف أنحاء العالم.

وتحرص لوكهيد مارتن على مساعدة الحكومات ومن ضمنها حكومة المملكة، على تعزيز مستوى القدرات الأمنية لشبكاتها السيبرانية، وذلك من خلال الاعتماد على نظام الدفاع المستند إلى المعلومات الاستخباريـة Intelligence Driven Defense™.

  • يعتبر دمج الذكاء الصناعي وتقنية بلوك تشين والتعلم الآلي من أكثر المواضيع سخونة في مجال أمن الشبكات السيبرانية. أين موقع لوكهيد مارتن من هذه التقنيات؟

بالنظر إلى مكانتنا كشريك أمني عالمي، تعتبر الشبكات السيرانية أساساً لكل ما نقوم به. ولذا، نستطيع تقديم حلول للحفاظ على حماية محكمة للمملكة ولعملائنا بشكل عام، ويشمل هذا مجالات البحث والتطوير في مجال التقنيات الناشئة. وعلى سبيل المثال، قامت لوكهيد مارتن بتطوير أداة تسمى "لوكهيد مارتن ويزدوم" LM Wisdom تعتمد على تقنيات تعليم الآلات، وهي أداة مؤتمتة توفر لمحللي الاستخبارات قدرة على الاستيعاب السريع للبيانات من المصادر المختلفة والمفتوحة، مثل وسائل التواصل الاجتماعي، وتغريدات تويتر، وغيرها من المدونات المماثلة، وحتى من بيانات الشبكة السوداء.

 ·        ما هي المجالات التي تحظى بأولوية لدى لوكهيد مارتن خلال المرحلة المقبلة على مستوى المملكة ودول المنطقة عموماً؟

 هناك العديد من المجالات التي نرى أننا سنحقق نمواً فيها ليس في المملكة وحسب بل وعلى مستوى العالم، لعل أبرزها تلك المتعلقة بأنظمة الدفاع الصاروخي. ومؤخراً، أعلنت المملكة العربية السعودية نيتها شراء نظامنا الخاص بالدفاع الصاروخي "ثاد"، وهو من الأنظمة الأكثر فعالية في اعتراض الصواريخ الباليستية.

 وعلى صعيدٍ آخر، نركز أيضاً على امتلاك التقنيات التي نعتقد أنّها ستساهم في تحقيق مزيدٍ من النمو لأعمالنا، ومنها الأنظمة المستقلة ذاتية التحكم، الطاقة الموجهة، وأنظمة القدرات فوق الصوتية.